وذكرت صحيفة “DailyMail” أن الأب، كريستوفر شولتس (37 عاما)، ترك ابنته الصغرى “باركر” البالغة من العمر عامين، نائمة داخل سيارته المركونة أمام منزله في بلدة مارانا في ولاية أريزونا، خلال يوم صيفي بلغت حرارته 109 درجات فهرنهايت (نحو 43 درجة مئوية)، بينما كان يشاهد مقاطع إباحية.
وأضاف الادعاء أن الأب المهمل كان أيضا يلعب ألعاب الفيديو ويشرب الجعة فيما كانت ابنته تموت ببطء داخل سيارة من طراز “أكيورا” تعود لعام 2003، في التاسع من يوليو 2024.
وقبل عودته إلى المنزل، ترك شولتس طفلته بمفردها في السيارة مرتين، الأولى في محطة وقود، والثانية في متجر بقالة، حيث أظهرت كاميرات المراقبة قيامه بسرقة عبوات بيرة، وفقًا لوثائق المحكمة التي حصلت عليها الصحيفة.
وادعى شولتس في البداية أنه ترك الطفلة نائمة في السيارة والمكيف يعمل لمدة 30 دقيقة بعد عودته من التسوق حوالي الساعة 12:30 ظهرا، لأنه “لم يرغب في إيقاظها”.
لكن سجلات المحكمة أظهرت لاحقا أنه انشغل بألعاب الفيديو لأكثر من ثلاث ساعات، حتى عادت زوجته الطبيبة، إيريكا، إلى المنزل عند الساعة الرابعة بعد الظهر لتجد الطفلة فاقدة الوعي داخل السيارة.
نُقلت الطفلة إلى مستشفى “بانر يونيفرسيتي ميديكال سنتر” — وهو المستشفى نفسه الذي تعمل فيه والدتها كطبيبة تخدير — حيث أُعلن عن وفاتها بعد ساعة من وصولها.
اعترف الأب لاحقا بأنه كان يعلم أن محرك السيارة ينطفئ تلقائياً بعد 30 دقيقة.
وأظهرت رسائل نصية بين الزوجين بعد الحادث أن الأم المكلومة وبّخته بشدة على إهماله المتكرر. كتبت له: “قلت لك مراراً أن تتوقف عن تركهن في السيارة.. كم مرة قلت لك ذلك؟” ورد شولتس معترفا: “لقد قتلت طفلتنا”، وأضاف اعتذارا لزوجته.
وأخبرت ابنتاهما الشرطة أن والدهما كان أحيانا يتركهما داخل السيارة بمفردهما بينما “ينشغل بالألعاب أو بتوضيب أغراضه”، وفقا لمحاضر الشرطة.
كما كشفت تقارير أن ابنته الكبرى، التي أنجبها من امرأة أخرى وفقد حق حضانتها في وقت سابق من هذا العام، كانت قد تُركت أيضاً في سيارة والدها في الماضي، لكنها كانت كبيرة بما يكفي لإعادة تشغيل المحرك وإنقاذ إخوتها من الاختناق، بحسب شهادة عائلتها للشرطة.
واتهمت إدارة خدمات الأطفال شولتس أيضا بإساءة معاملة ابنته الكبرى جسديا بشكل متكرر، حيث ذكرت أنه كان يصفعها ويرميها ويضرب رأسها بالحائط.
وعلى الرغم من اتهامه بجريمة القتل العمد من الدرجة الأولى — والتي نفى ارتكابها — فإن زوجته لا تزال إلى جانبه، ووصفت المأساة بأنها “خطأ فادح”.
المصدر: “نيويورك بوست”