ويقع الكوكب على بعد 41 سنة ضوئية من الأرض، ويتميز بكونه من الكواكب الأرضية الفائقة، حيث تزيد كتلته ونصف قطره قليلا عن نظيرتها الأرضية. لكن قربه الشديد من نجمه المضيف – حيث يكمل دورة كاملة حوله كل 1.6 يوم فقط – جعل العلماء يشككون في إمكانية احتفاظه بغلاف جوي.
وأشارت ملاحظات مختلفة في أوقات متباينة إلى أن الكوكب يمتلك غلافا جويا أو لا يمتلكه على الإطلاق. وباستخدام وقت مراقبة ممتد مع تلسكوب جيمس ويب الفضائي، حسمت الدراسة الجديدة، التي اعتمدت على تحليل أربع عمليات عبور للكوكب أمام نجمه، الجدل العلمي المستمر حول طبيعة هذا الكوكب، قائلة إنه يكون مؤكدا أنه يخلو من الغلاف الجوي، وهو استنتاج له تداعيات أوسع على دراسة الكواكب الخارجية.
وتعرف النجوم القزمة الحمراء (M-dwarfs) بنشاطها الشديد وإطلاقها كميات هائلة من الإشعاع والتوهجات العنيفة التي يمكن أن تجرد أي كوكب قريب من غلافه الجوي. لفهم هذه الظاهرة، طور العلماء مفهوم “الخط الساحلي الكوني” (cosmic shoreline)، وهو حد فاصل بين مستوى الإشعاع النجمي وحجم الكوكب، إذا تجاوزه الكوكب فلن يتمكن من الاحتفاظ بغلافه.
وسابقا، أظهرت بيانات تلسكوب جيمس ويب تناقضا غريبا، حيث أشارت إحدى عمليات الرصد إلى وجود غلاف غني ببخار الماء بينما أشارت أخرى إلى العكس. لكن من خلال تحليل بيانات أكثر شمولا، تأكد أن الدليل على انعدام الغلاف الجوي كان أقوى بكثير. ورغم أن احتمال وجود غلاف جوي رقيق جدا من بخار الماء ما يزال ممكنا نظريا، إلا أنه ضعيف جدا وغير مرجح في ضوء الأدلة المتاحة.
وتمثل هذه الدراسة أكثر من مجرد نتيجة عن كوكب واحد، فهي توفر نقطة بيانات حاسمة تؤكد أن الكواكب شديدة القرب من النجوم القزمة الحمراء تواجه صعوبة كبيرة في الاحتفاظ بأغلفتها الجوية. كما تقدم منهجية محسنة لتجنب التناقضات في قراءة البيانات المستقبلية، وتدعم بقوة الفرضية القائلة بأن البيئة القاسية حول النجوم القزمة الحمراء تشكل تحديا جوهريا لأي غلاف جوي، ما يحدد بشكل أضيق نطاق البحث عن حياة خارج الأرض.
المصدر: scitechdaily