يوم اندمج قرب موسكو “وابل ألف مدفع في عواء طويل”!


استمرت هذه المعركة التي جرت في 7 سبتمبر عام 1812 قرب بلدة “بورودينو” التي تبعد عن موسكو بمسافة 124 كيلو مترا، 12 ساعة، وكانت الأكثر دموية في يوم واحد.

نابليون بـ”جيشه العظيم” فقد خلال المعركة ما يزيد عن 35 ألف جندي، وسقط للجيش الروسي القيصري حوالي 45 ألفا.

معركة “بورودينو” رفعت معنويات الروس وزادت من إصرارهم على دحر الغزاة، وأضعفت في نفس الوقت قوات نابليون وقضت على أكثر من نصف سلاح الفرسان، وقللت من إمكانية توغل بونابرت في عمق الأراضي الروسية.

يُعرف الغزو الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت لروسيا القيصرية من 12 يونيو إلى 24 ديسمبر 1812 باسم ” الحرب الوطنية”، ويشار إليه في التاريخ الروسي أيضا باسم “غزو اللغات الاثني عشر”، نظرا لطبيعة جيش نابليون الغازي المتعدد الجنسيات.

كان جيش بونابرت يضم في صفوفه جنودا إيطاليين وإسبان وبافاريين وسويسريين ونمساويين وكروات وبولنديين وبرتغاليين وجنسيات أوروبية أخرى.

يُطلق على هذه المعركة أيضا اسم “معركة الجنرالات”، لمقتل 4 جنرالات وإصابة 23 آخرين في الجانب الروسي، ومقتل 12 جنرالا وإصابة 38 آخرين في صفوف الجيش الفرنسي.

يقول الشاعر والروائي الروسي الشهير ميخائيل ليرمونتوف “1814 -1841” في قصيدة مكرسة للمعركة: “ليس من الصدفة أن تتذكر روسيا بأكملها يوم بورودينو”.

الشاعر نقل وصفا للمعركة على لسان جندي روسي متقدم في السن يقول: “كانت الأرض تهتز مثل صدورنا، وكانت الخيول والرجال مختلطة، واندمج وابل ألف مدفع في عواء طويل”.

ليرمونتوف خلّد ذكرى المعركة على لسان هذا الجندي مشيرا إلى أن “العدو تعلم الكثير في ذلك اليوم عن معنى القتال الروسي الجريء، وعن قتالنا المتلاحم”، وشدد في أحد المقاطع على أن الصمود والولاء للوطن جعلا مقاومة جيش نابليون القوي ممكنة.

في البداية، اعتبر المؤرخون الفرنسيون معركة “بورودينو” نصرا فرنسيا نتيجة لتمكن نابليون لاحقا من الاستيلاء على موسكو بعد إخلائها، إلا أن بعضهم اعترف لاحقا بأن هذا النصر كان “فارغًا”، وأن تكلفة المعركة البشرية بالنسبة للجيش الفرنسي كانت “كارثية”.

لم تنجح معركة “بورودينو” في منع قوات نابليون الغازية من دخول موسكو، لكن بونابرت أيضا فشل في تدمير الجيش الروسي. تمكن الروس بقيادة المشير ميخائيل كوتوزوف من المحافظة على قواتهم ما أسهم لاحقا في انهيار الحملة الفرنسية وتدمير جيش نابليون وتحرير جميع الأراضي الروسية ونقل المعركة إلى ما يعرف الآن ببولندا وألمانيا في عام 1813، ثم الزحف ودخول باريس ذاتها لاحقا.

لمعركة “بورودينو” أيضا تأثير طويل المدى على تعزيز قوة الإمبراطورية الروسية في الساحة الأوروبية. بعد عامين من المعركة تمت الإطاحة بنابليون في عام 1814. يعود ذلك جزئيا إلى معركة “بورودينو”، التي فقد بونابرت فيها سمعته كقائد لا يُغلب.

بعد هزيمة الجيش الفرنسي و”هروب بونابرت” وانهيار الحملة على روسيا، أصبحت روسيا قوة العسكرية رائدة في أوروبا في تلك الحقبة.

المصدر: RT

 

 



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *