
[ad_1]
في ذلك اليوم المشهود، انطلقت المركبتان الفضائيتان، السوفيتية “سويوز – 19” والأمريكية “أبولو” من قاعدتي “بايكونور” و”كيب كانافيرال” في رحلة تجريبية أطلق عليها اسم “مصافحة في الفضاء”.
من بين الأهداف الرئيسة لهذه الرحلة المأهولة المشتركة، وضع أساسات للتعاون في استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، إضافة إلى اختبار عناصر نظام الالتقاء المتوافق بين المركبتين في المدار.
شارك في هذه الرحلة رائدا الفضاء السوفيتيين أليكسي ليونوف وفاليري كوباسوف، فيما شارك من الجانب الأمريكي رواد الفضاء توماس ستافورد وفانس براند ودونالد سلايتون.

هذه الرحلة الفضائية التجريبية كانت نتيجة اتفاقية أبرمت بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في 24 مايو 1972، وكانت بداية التعاون بين البلدين في محال استكشاف الفضاء.
الاستعدادات للرحلة استغرقت ما يقرب من خمس سنوات، وذلك لأنها تطلبت جهودا خاصة على مسائل تقنية تعاون الخبراء السوفييت والأمريكيين لإيجاد حلول لها.
المشكلة الرئيسة تمثلت في عدم توافق أنظم دعم الحياة في المركبتين السوفيتية والأمريكية، وذلك لأن مركبة “سويوز – 19” فيما حافظت على أجواء داخلها مشابهة للغلاف الجوي الأرضي، كان الضغط الجوي في المركبة “أبولو” الأمريكية أقل بكثير. هذا الأمر شكل مشكلة قد تهدد الحياة نظرا لانخفاض الضغط الحاد أثناء عملية الانتقال. لتفادي هذه المشكلة، ابتكر الخبراء فكرة بناء حجرات التحام خاصة لتهيئة وضع جوي ملائم. طورت مقصورة خاصة لرسو المركبتين الفضائيتين وهي عبارة عن غرفة لمعادلة الضغط، تم إيصالها إلى المدار بواسطة المركبة الأمريكية “أبولو”. وهكذا قبل انتقال رواد الفضاء تمت تهيئة جو في المقصورة المقابلة مماثل لجو السفينة التي تم الانتقال إليها.

علاوة على ذلك، اضطر السوفييت إلى استبدال بدلات روادهم وإعداد بدلات جديدة من قماش خاص مقاوم للحرارة. كما تم أيضا تسوية الضغط عمليا في المركبتين، حيث جرى خفض الضغط على متن المركبة السوفيتية “سويوز – 19″، وعلى العكس رُفع الضغط داخل المركبة الفضائية الأمريكية “أبولو”.
من بين الحلول التقنية الهامة لتحقيق اجتماع المركبتين والتقاء روادهما، ابتكار المهندسين المختصين نظام للالتحام العالمي يربط المركبات الفضائية غير المتوافقة. هذه التقنية سهلت وصول بعثات مكوك الفضاء الأمريكي إلى محطة مير لاحقا.
بعد يومين من انطلاق المركبتين السوفيتية والأمريكية ومغادرتهما الأرض تم الالتحام في المدار في 17 يوليو 1975 فوق نهر “إلبه”، وهو موقع الاجتماع الرمزي التاريخي نهاية الحرب العالمية الثانية بين الجنود السوفييت والأمريكيين في ألمانيا.

فتحت البوابتان، وتصافح قائدا المركبتين، السوفيتي إليكسي ليونوف والأمريكي توماس ستافورد، وبعد ذلك انتقل طاقم “أبولو” إلى المركبة الفضائية السوفيتية “سويوز -19”.
خلال هذه الرحلة المشتركة الأولى التي استمرت 46 ساعة و36 دقيقة، أجرى رواد الفضاء دراسات حول التبادل الميكروبي بين أعضاء الفريق، وتأثير انعدام الوزن على الإيقاعات الحيوية الأساسية، وكذلك كسوف الشمس الاصطناعي الذي جرى نتيجة اقتراب مركبة أبولو” من المركبة “سويوز -19”.
في تلك المناسبة، علّق الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف قائلا: “سينطلق رواد فضاء سوفييت وأمريكيون إلى الفضاء لإجراء أول تجربة علمية مشتركة كبرى في تاريخ البشرية. إنهم يعلمون أن كوكبنا من هناك من الفضاء، يبدو أكثر جمالا رغم صغر حجمه. إنه كبير بما يكفي لنعيش عليه بسلام، ولكنه أصغر من أن يُعرض لخطر حرب نووية”.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
الفارس الذي مات وسيفه بيده!
يعرف الكثيرون “أبو عبد الله الصغير”، آخر ملوك الأندلس، وربما والدته عائشة وعبارتها الشهيرة “ابكِ كالنساءِ ملكا لم تدافع عنه كالرجال”، لكن قلة تعرف الفارس الأسطوري إبراهيم العطار.
“النجمة المظلمة”.. قفزة في عالم الطيران (صور)
دفع تصميم القاذفة الاستراتيجية “دي سي بي” الخبراء إلى إطلاق عدة أسماء مهيبة عليها منها “النجمة المظلمة” و”القيامة السوداء” و”ما وراء الحدود”، ووصفها بانها مقاتلة من “حرب النجوم”.
[ad_2]
Source link