وقال زودر، الذي ينتمي حزبه إلى الائتلاف الحاكم في ألمانيا، في مقابلة مع صحيفة “راينيشه بوست”: “يصعب علي تخيل أن يتم نشر قوات لحلف الناتو هناك. روسيا لن تقبل ذلك تحت أي ظرف من الظروف. لأن ذلك سيكون بمثابة الخطوة الأولى نحو انضمام أوكرانيا إلى الناتو”.
وحسب زودر، فإن الجيش الألماني غير مستعد لنشر قوات في أوكرانيا لأسباب مالية وأخرى تتعلق بالموارد البشرية. لذلك دعا زودر إلى إعادة الخدمة الإلزامية (التجنيد الإلزامي) في البلاد، مؤكدا أن هذا أمر “لا مفر منه”.
وعلى خلفية تعثر المفاوضات السلمية بشأن أوكرانيا، يرى رئيس وزراء بافاريا أنه “من المشروع تماما النظر في إمكانية عودة الأوكرانيين القادرين على العمل إلى وطنهم لضمان أمن البلاد”.
وجدد زودر دعوته إلى إلغاء منحة “بورغرغيلد” – أي “إعانة المواطن” التي يحصل عليها اللاجئون الأوكرانيون.
واعتبر زودر أن صرف “إعانة المواطن” يؤدي إلى أن نسبة الأوكرانيين العاملين في ألمانيا أقل بكثير مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، مؤكدا ضرورة تغيير هذا الوضع بشكل عاجل، و”ليس فقط بالنسبة للأوكرانيين الوافدين حديثا”.
يذكر أن اتفاق الائتلاف الحاكم الذي يضم تكتل الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي من جهة والحزب الديمقراطي الاجتماعي من جهة أخرى، يقضي بأن الأوكرانيين الذين وصلوا إلى ألمانيا بعد 1 أبريل 2025، لن يتلقون “إعانة المواطن”، وسيكون بإمكانهم التقدم فقط للحصول على مخصصات أقل خاصة بطالبي اللجوء. أما زودر، فيصر على أن يشمل هذا الإجراء جميع الأوكرانيين بمن فيهم ذلك أولئك الذين جاءوا في وقت سابق.
ومن إجمالي تكلفة “إعانة المواطن” التي بلغت العام الماضي قرابة 47 مليار يورو، صُرف نحو 22 مليار يورو للأشخاص من غير حاملي الجنسية الألمانية، منها أكثر من 6 مليارات يورو للاجئين أوكرانيين.
واستقبلت الحكومة الألمانية اللاجئين الفارين من النزاع في أوكرانيا بموجب “توجيه تدفق الجماعي” أقره الاتحاد الأوروبي، وبموجبه لم يُطلب من الأوكرانيين تقديم طلب لجوء رسمي، ما أتاح لهم منذ البداية الحق في العمل والاستفادة من المساعدات الاجتماعية، بما فيها “إعانة المواطن”.
وعلى عكسهم، يحصل طالبو اللجوء من دول أخرى على مساعدات أقل بموجب قانون إعانات طالبي اللجوء، ولا يحق لهم الحصول على “إعانة المواطن” إلا بعد الاعتراف بهم رسميا كلاجئين.
المصدر: وسائل إعلام ألمانية
