وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن الجزء الأكبر من اجتماع وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم بنت إبراهيم الهاشمي مع نائب السفير الإسرائيلي لدى الدولة دايفيد احد هورساندي بعد الهجوم الإسرائيلي في قطر يوم الثلاثاء الماضي، كان “مخصصا لقضية الضم (مناطق في الضفة الغربية) الشائكة”.
وحسب الصحيفة العبرية، فبعد سلسلة من التحذيرات العلنية والسرية، أكدت الوزيرة مجددا أنه “إذا قامت إسرائيل بضم مناطق في الضفة الغربية)، فإن ذلك سيجعل من الصعب جدا على دولة الإمارات العربية المتحدة مواصلة علاقاتها مع إسرائيل”.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن الهاشمي أوضحت أن أبوظبي لن تتسامح مع الضم الإسرائيلي، وذكرت: “لا تعتبرونا أمراً مسلما به، ولا تظنوا أننا سنستوعب كل شيء دون رد”. ووفقا لمصادر مطلعة على تفاصيل المحادثة، كان هذا هو جوهرها.
وتضمن جزء آخر من المحادثة، بالطبع، الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي في الدوحة. واحتجت الوزيرة بشكل رئيسي على المساس بسيادة قطر وعلى التوقيت الإشكالي للهجوم، خاصة في الوقت الذي كان فيه فريق التفاوض التابع لـحماس يناقش عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق شامل. وفي صباح اليوم التالي للهجوم، الذي لا تزال نتائجه غير واضحة، وصل الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، إلى قطر، في “زيارة تضامن” ودعم دبلوماسي بعد الهجوم.
زعمت إسرائيل من جانبها أنه بعد 700 يوم من الحرب، وفي ظل وجود مخطوفين في الأسر، لا يوجد توقيت مناسب أبدا لمثل هذه الأفعال. وكرر الممثلون الذين تم استدعاؤهم رسالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي مفادها أن قيادة حماس التي كانت الهدف في الهجوم غير العادي وغير المسبوق “هي نفسها التي بادرت ونظمت واحتفلت بمذبحة 7 أكتوبر”، في حين كانت الرسالة العامة من الإماراتيين واضحة: “إنهم قلقون من تصرفات إسرائيل. ومع ذلك، وكما ذُكر، تناولت المحادثة بشكل رئيسي قضية الضم”، حسب ما ورد في “يديعوت أحرونوت”.

وفي بيان صادر عن دولة الإمارات العربية المتحدة، كُتب أنه تم استدعاء نائب السفير “لإدانة “الاعتداء الإسرائيلي السافر والجبان الذي استهدف دولة قطر الشقيقة، وللتصريحات العدوانية الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، مؤكدة أن “هذا الهجوم المتهور يشكل انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر، واعتداء خطيرا على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتصعيدا غير مسؤول يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي”.
وشددت على أن “أمن واستقرار دولة قطر الشقيقة جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، وأن أي اعتداء على دولة خليجية يمثل اعتداء على منظومة الأمن الخليجي المشترك”، معتبرة أن “استمرار النهج العدواني والاستفزازي يقوض فرص تحقيق الاستقرار ويدفع المنطقة نحو مسارات بالغة الخطورة، ويكرس واقعا لا يمكن السكوت عنه أو قبوله”.
في تقريرها، لفتت “يديعوت أحرونوت” إلى أن “القلق الإماراتي من الضم لا يأتي من فراغ. فمنذ أسابيع، تُعقد في إسرائيل مناقشات حامية حول خطوات الرد على الموجة الفرنسية للاعتراف بدولة فلسطينية، مع وجود خيار ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها على الطاولة أيضا. وفي مطلع الشهر، جاء تحذير علني من دولة الإمارات العربية المتحدة ضد مثل هذه الخطوة، حيث أوضحت أن ذلك يمثل خطا أحمر سيضر بشدة بروح اتفاقيات إبراهيم، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين البلدين”.
وهذا التحذير، الذي نشرته وكالة رويترز على لسان لانا نسيبة (التي شغلت منصب مساعدة وزير الشؤون السياسية والمبعوثة الخاصة لوزير الخارجية الإماراتي وتم تعيينها مؤخرا كوزيرة دولة في حكومة الإمارات)، سبقه سيل من التحذيرات السرية التي وصلت من الإمارات إلى إسرائيل. وجاء البيان العلني بعد أن شعرت أبوظبي بالإحباط من عدم استجابة نتنياهو للمناشدات السرية بهذا الشأن. وفي إسرائيل، تفاجأوا جدا بالبيان ووصفوه بأنه غير عادي واستثنائي، وفقا للصحيفة العبرية.
المصدر: “يديعوت أحرونوت”
إقرأ المزيد
مجلس الأمن يدين الهجوم على قطر
أدان أعضاء مجلس الأمن الدولي، في بيان، الهجمات الإسرائيلية على الدوحة.. وأكد وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الهجوم يضع النظام الدولي أمام اختبار كبير.