وتشير مجلة Nature إلى أن هذا يغير فهم العلماء لعملية التطور الجيولوجي للكوكب الأحمر كثيرا.
وأوضح الباحثون أنهم توصلوا إلى هذه النتيجة عبر دراسة نوعين من الموجات الزلزالية التي جمعها جهاز قياس الزلازل المثبت على المسبار خلال الفترة من ديسمبر 2018 إلى ديسمبر 2022: الأولى تعبر نواة الكوكب وتنعكس من حدوده الداخلية، فيما الثانية تجتاز الكوكب بالكامل قبل أن تعود. وأظهرت الحسابات أن الموجات من النوع الأول وصلت إلى جهاز القياس أسرع بنحو 50 إلى 200 ثانية مما كان متوقعا لو كانت النواة سائلة بالكامل، ما يشير إلى وجود نواة داخلية صلبة يبلغ نصف قطرها نحو 613 كيلومترا.
وأكد الفريق، بقيادة البروفيسور سون داو يوان من جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، أن الموجات تتحرك داخل هذه النواة أسرع بنسبة 30% مقارنة بالحالة السائلة. كما أظهرت التحليلات أن النواة تحتوي على كميات كبيرة من الكبريت، تصل نسبتها إلى 12 – 16% من كتلتها الإجمالية.
ورغم أن فرضية وجود نواة صلبة على المريخ طرحت سابقا من قبل علماء الكيمياء الجيولوجية في أوروبا، إلا أن هذا الاكتشاف يثير تساؤلات جديدة. فغياب مجال مغناطيسي ثابت على المريخ، إضافة إلى رصد “غلاف سيليكوني” يحيط بالنواة ويمنع الحرارة من التسرب، يتعارض مع ما هو معروف عن تكوين النواة في الأرض.
ويأمل الباحثون أن تسهم الحسابات النظرية المستقبلية، إلى جانب بعثات جديدة إلى المريخ، في تفسير هذه التناقضات وتقديم صورة أوضح عن البنية الداخلية للكوكب الأحمر. وتشير التقديرات الحالية إلى أن نواة المريخ السائلة يبلغ قطرها نحو 1650 كيلومترا، أي مختلفة بشكل كبير عن نواة الأرض.
المصدر: تاس
