وبحسب بحث أجراه علماء من معهد فيرنادسكي للكيمياء الجيولوجية والكيمياء التحليلية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، ونُشر في مجلة Solar System Research، فإن الكميات السنوية المقدرة هي:
- 70 كيلوغراماً من الصخور المريخية (مقسمة على 47 قطعة نيزكية)،
- 90 كيلوغراماً من الصخور القمرية (112 قطعة)،
- 260 كيلوغراماً من صخور كويكب فيستا (804 قطع).
وأثارت النتائج دهشة الباحثين، إذ إن فيستا — رغم بعده الشديد عن الأرض — يُعدّ المصدر الأكبر لهذه النيازك، بسبب ضعف جاذبيته، ما يجعل حتى الاصطدامات الصغيرة قادرة على قذف كميات كبيرة من الصخور إلى الفضاء، بعضها يصل في النهاية إلى كوكبنا.
كما لاحظ العلماء أن كمية النيازك القادمة من المريخ والقمر متقاربة، رغم الفارق الكبير في المسافة والحجم بينهما. ويعود السبب إلى أن الاصطدامات على سطح المريخ — وإن كانت نادرة — تكون عنيفة جداً وتُطلق كميات ضخمة من المواد.
ومن المثير أيضاً أن معظم النيازك المريخية المكتشفة على الأرض تنتمي لنوع الصخور النارية، بينما تشير بيانات المركبات الفضائية إلى أن سطح المريخ أكثر تنوعاً جيولوجياً — ما يفتح الباب أمام احتمال اكتشاف أنواع جديدة من النيازك مستقبلاً.
وقال الباحث ألبرت عبد الرحيموف من مختبر النيازك والكيمياء الكونية في المعهد:
“هذه الدراسة تؤكد أن تدفق النيازك من الأجرام السماوية لا يعتمد فقط على المسافة أو الجاذبية، بل أيضاً على طبيعة الاصطدامات وتركيب السطح الجيولوجي لتلك الأجرام.”
ورغم الكميات الهائلة التي وصلت الأرض على مدى 4.5 مليار سنة — تُقدّر بـ 300 مليون طن من المريخ، 400 مليون طن من القمر، وملياراً و200 مليون طن من فيستا — فإن العلماء يؤكدون أنها لم تُحدث أي تأثير جوهري على تكوين القشرة الأرضية، واصفين إياها بـ”قطرة في محيط” الجيوكيمياء الأرضية.
واستندت الدراسة إلى تحليل إحصائي عالمي لسقوط واكتشاف النيازك، مع تركيز خاص على المناطق الغنية بها، مثل الصحارى الاستوائية والقارة القطبية الجنوبية، حيث يسهل رصد الصخور الفضائية بسبب تباين ألوانها مع البيئة المحيطة.
يُذكر أن نحو 20 طناً من المواد الفضائية — بين غبار ونيازك صغيرة — تسقط على الأرض سنوياً، معظمها يحترق في الغلاف الجوي أو يمر دون أن يُلاحظ.
المصدر: science.mail.ru