وذكر موقع “أكسيوس” الذي نشر محتوى رسائل البريد الالكتروني الداخلية، أن هذه الرسائل تعد أحدث مؤشرات الفوضى التي أحاطت بالرئيس السابق البالغ من العمر 82 عاما خلال الأسابيع الأخيرة من إدارته، في مجالين تحقق فيهما الآن لجنة الرقابة في مجلس النواب بقيادة الجمهوريين.
واستشهد الرئيس ترامب بعملية بايدن في إصدار قرارات العفو لتبرير العديد من قرارات العفو أو تخفيف الأحكام المثيرة للجدل التي أصدرها نيابة عن مؤيدين مرتبطين بمانحين وآخرين سجنوا لمحاولتهم قلب نتائج انتخابات 2020.
بعد ردود الفعل السياسية السلبية على عفو الرئيس بايدن عن ابنه هانتر في الأول من ديسمبر 2024، بدأ البيت الأبيض بالضغط لإيجاد المزيد من الأشخاص لمنحهم العفو، وفقا لأشخاص مطلعين على الديناميكيات الداخلية.
وقال مصدر مطلع على العملية لموقع “أكسيوس”: “كان هناك اندفاع محموم للعثور على مجموعات من الأشخاص الذين يمكنه العفو عنهم، لكنهم لم يراجعوا وزارة العدل للتحقق من سجلاتهم”.
ومنح بايدن العفو لعدد من الأشخاص يفوق أي رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، إذ بلغ 4245 شخصا.
وقد حدث أكثر من 95% من هذه الإجراءات في الأشهر الثلاثة والنصف الأخيرة من رئاسته، وفقا لمركز “بيو” للأبحاث.
وأفاد المصدر بأن العديد من هذه الإجراءات بما في ذلك العفو عن أفراد آخرين من عائلته، وُقّعت في آخر يوم له في منصبه باستخدام أداة آلية وهي نسخة مُحوسبة من توقيع الرئيس، لا تتطلب منه التوقيع الفعلي على الوثيقة.
ومع بداية رئاسته عام 2021، كتبت جيس هيرتز سكرتيرة الموظفين الجديدة، مذكرة إلى بايدن مستشهدة بسابقة من إدارة أوباما، مطالبة بالاستمرار في استخدام توقيعه الأصلي في “رسائل العفو”.
وبحلول عام 2025، اختار بايدن العفو التلقائي عن خمسة أفراد من عائلته بمن فيهم شقيقه وشقيقته اللذان اتهما باستغلال اسم عائلة بايدن لتحقيق مكاسب مالية.
واتخذ قرار القيام بذلك في اجتماع ضم كبير مساعدي السيدة الأولى جيل بايدن، أنتوني بيرنال، وفقا لرسائل بريد إلكتروني داخلية.
وأكد بريد إلكتروني من رئيس موظفي بايدن جيف زينتس، أرسل على الساعة 10:31 مساء ليلة 19 يناير أي قبل أقل من 14 ساعة من مغادرة بايدن لمنصبه، استخدام العفو التلقائي الرئاسي لتلك القرارات.
وجاء في البريد الإلكتروني من حساب زينتس: “أوافق على استخدام العفو التلقائي لتنفيذ جميع قرارات العفو التالية.. شكرا لك، جيه زي”.
وصدر الأمر من عنوان بريد زينتس الإلكتروني لكنه لم يرسله شخصيا.
وكتبت روزا بو مساعدة زينتس التي كانت على اطلاع على حساب بريد زينتس الإلكتروني وأرسلت تفويض العفو التلقائي للرئيس إلى كبار مسؤولي البيت الأبيض نيابة عنه: “لقد تحدث إلى روزا في ذلك الوقت، وأذن لها بإرسال ذلك البريد الإلكتروني، وهو ما كانت تفعله أحيانا، ولكن بموافقته فقط”، وفقا لشخص مقرب من زينتس.
ولم يستجب زينتس وبو وهيرتز لطلبات التعليق، ورفض متحدث باسم بايدن التعليق.
جدير بالذكر أن زينتس سيجري مقابلة مع لجنة الرقابة في مجلس النواب في 18 سبتمبر حول استخدام بايدن للقلم الآلي.
- اعتراضات بالجملة
وأثار العديد من كبار مسؤولي وزارة العدل اعتراضات على عملية العفو لدى مكتب مستشار البيت الأبيض، الذي كان يرأسه المحامي المعروف الذي خدم في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما إد سيسكل.
وقد ساعد سيسكل في توجيه عملية العفو في الأشهر الأخيرة من عهد الإدارة، ولم يستجب لطلب التعليق.
وفي 17 يناير قبل ثلاثة أيام فقط من مغادرته منصبه، منح بايدن 2490 قرارا بتخفيف الأحكام وهو أكبر عدد على الإطلاق يصدره رئيس في يوم واحد.
وقال بايدن إنها كانت لأشخاص “مدانين بجرائم مخدرات غير عنيفة يقضون أحكاما طويلة بشكل غير متناسب”.
وتباهى بايدن قائلا: “بهذا الإجراء، أصدرت الآن عددا من قرارات العفو وتخفيف الأحكام الفردية يفوق ما أصدره أي رئيس في تاريخ الولايات المتحدة”.
في اليوم التالي كتب برادلي وينشايمر كبير محامي الأخلاقيات في وزارة العدل مذكرة لاذعة ذكر فيها “أن وصف الحاصلين على العفو بأنهم غير عنيفين “غير صحيح أو على الأقل مضلل”.
وأضاف وينشايمر: “للأسف، ورغم الطلبات والتحذيرات المتكررة، لم تتح لنا فرصة معقولة للتدقيق في ملفات من كنتم تفكرون في منحهم العفو وتقديم آرائكم”.
وتابع قائلا: “ثمة بعض ممن لديهم سجلات جرائم عنف ممن منحهم بايدن العفو، بمن فيهم رجل أقر بالذنب في تهم تتعلق بالقتل بعد أن قتل امرأة وابنتها البالغة من العمر عامين، بعد أن هددت الأم بالكشف عن تجارة المخدرات التي كان ينشط بها لجهات إنفاذ القانون”.
وأوضح وينشايمر أن وزارة العدل صنفت الرجل على أنه “مثير للمشاكل”، لكن بايدن خفف عقوبته على أي حال.
وكتب وينشايمر: “لا أعرف إن كان الرئيس على علم بهذه الخلفيات عند اتخاذ قرارات العفو”.
وكانت صحيفة “نيويورك بوست” أول من نشر تفاصيل مذكرة وينشايمر، إلى جانب رسائل بريد إلكتروني أخرى.
واستقال وينشايمر الذي عمل في وزارة العدل لمدة 34 عاما في فبراير، احتجاجا على نقله من منصبه الذي كان يركز على الأخلاقيات من قبل مُعيني ترامب.
كما اعترض مسؤولون آخرون في وزارة العدل أيضا على الإجراءات التي اتبعها البيت الأبيض في عهد بايدن خلال الأشهر الأخيرة من ولايته.
وأعربت ليز أوير محامية العفو في وزارة العدل، عن غضبها من تدخل البيت الأبيض في شؤون السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، حيث شمل 10 سجناء محكوم عليهم بالإعدام لم يقدموا طلبات عفو قبل أن ينظر بايدن في الأمر.
وكتبت أن “محامي بايدن في البيت الأبيض طلبوا من وزارة العدل عدم طلب آراء عائلات ضحايا القتل إذا لم تكن الوزارة قد فعلت ذلك بالفعل”.
وبعد أن اتضح نطاق إجراءات العفو التي اتخذها بايدن، كتبت أوير رسالة اعتذار عبر البريد الإلكتروني إلى مكاتب المدعين العامين الأمريكيين، وفقا لعدة أشخاص اطلعوا على البريد الإلكتروني.
ووفقا لروايتها، فصلت إدارة ترامب أوير بعد أن أثارت مخاوف بشأن عملية العفو التي يتبعها فريق ترامب.
- اعتراضات داخلية
وداخليا، رفض بعض كبار مسؤولي البيت الأبيض في عهد بايدن الطلبات المتكررة لاستخدام خاصية الختم الآلي.
وطلبت ستيف فيلدمان سكرتير موظفي البيت الأبيض في عهد بايدن والمسؤولة عن تدفق الوثائق في الجناح الغربي، مرارا وتكرارا مزيدا من التفاصيل وتأكيدا لنوايا الرئيس بشأن خاصية الختم الآلي بما في ذلك ما يتعلق بالعفو، وفقا لعدة رسائل بريد إلكتروني حصلت عليها “أكسيوس”.
ففي السابع من يناير 2025، سألت فيلدمان بعد أن طلب منها استخدام خاصية الختم الآلي لأمر تنفيذي، “متى حصلنا على موافقة بايدن على هذا؟”.
في 16 يناير عندما طُلب منها استخدام القلم الآلي لتخفيف عقوبات عدة قضايا تتعلق بتعاطي الكوكايين، ردت فيلدمان قائلة: “سأحتاج إلى بريد إلكتروني من روزا بو على السلسلة الأصلية تثبت توقيع بايدن على الوثائق المحددة عند جاهزيتها”.
المصدر: “أكسيوس”
إقرأ المزيد
بايدن يصدر قرارا بالعفو عن 39 شخصا
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيعفو عن 39 أمريكيا ويخفف الأحكام الصادرة بحق نحو 1500 شخص، وهو ما يمثل أكبر عدد من عمليات العفو الرئاسية في البلاد في يوم واحد.